صحة و جمال
الحفاظ على لياقتك البدنية والعقلية الوصفة المثالية للتمتّع بصحة عقلية بالتوازي مع التقدم بالعمر
اعتُبر الحفاظ على لياقتك البدنية والعقلية الوصفة المثالية للتمتّع بصحة عقلية بالتوازي مع التقدم بالعمر. لكنّ دراسة جديدة كشفت أنّ قياس سرعة الاستجابة العقلية لدى المرأة قد تستفيد من التمارين الرياضية، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة الهوائية لمدة 15 دقيقة أسبوعيًا بالحد الأدنى، مقارنة مع الرجل.
ويعتبر التأخير بوقت استجابة الدماغ، أحد جوانب الشيخوخة المعرفية الرئيسية. فأن تمتلك القدرة على التفكير بسرعة أكبر يساعد بوضع الخطط، وحل المشاكل، والتركيز على إنجاز المهام، والقدرة على المشاركة بالحوار مع الآخرين.
وأفادت جودي با، مؤلفّة الدراسة وأستاذة علوم الأعصاب بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، في بيان، “وجدنا أنّ زيادة النشاط البدني مرتبط بزيادة احتياطي سرعة التفكير لدى النساء، لكن هذا الأمر لا يسري على الرجال”.
ولفتت الدراسة المنشورة في المجلة الطبية American Academy of Neurology، الأربعاء، إلى أنّ قياس وقت الاستجابة العقلية زاد لدى الجنسين جرّاء ممارسة الأنشطة المعرفية مثل لعب الورق والمطالعة.
وقالت با، المشرفة المشاركة على الدراسة التعاونية لمرض الزهايمر في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، إنّ “المشاركة بمزيد من الأنشطة العقلية ارتبطت بزيادة احتياطي سرعة التفكير لدى كل من الرجال والنساء”.
رغم ذلك، وجدت الدراسة أن أي ارتباط إيجابي بين الأنشطة المعرفية واحتياطي الذاكرة يقتصر على النساء.
وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر بمركز صحة الدماغ في كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، غير المشارك بالدراسة، إنّه “يمكن لأي امرأة تقرأ هذا الأمر أن تشعر بأنها متمكّنة من السيطرة على صحة دماغها اليوم، عبر المحافظة على نشاطها البدني والمشاركة المعرفية”.
وأضاف إيزاكسون أنه “في هذه الدراسة، كانت زيادة النشاط البدني المضاعفة تعادل نحو 2.75 سنة أصغر من سرعة عملية الشيخوخة لدى النساء”. لافتًا إلى أن “كل نشاط معرفي إضافي يعادل وسطيًا 13 عامًا أصغر لجهة سرعة عملية الشيخوخة بين النساء والرجال”.
سرعة الاستجابة العقلية.. وليس الذاكرة
شملت الدراسة 758 شخصًا بمتوسط عمر يناهز 76 عامًا، وسألتهم عن أنشطتهم البدنية والعقلية الأسبوعية. وُضعت نقاط للمشاركين تحت كل من الفئات الثلاث الخاصة بالمشاركة المعرفية: متابعة حصص حول مواضيع متنوعة؛ ولعب الورق أو الألعاب، أو البنغو؛ وقراءة المجلات والصحف والكتب.
خضع كل مشارك في الدراسة لفحص دماغ واختبارات لسرعة التفكير والذاكرة: وأظهر بعض الأشخاص علامات ضعف الإدراك والخرف فيما لم يعانِ آخرون من مشاكل بالتفكير أو الذاكرة. ثم قارن الباحثون نتائج الاختبارات مع فحوص حصين الدماغ، وهو الجزء المرتبط بالخرف.
ووجدت الدراسة أن كل نشاط عقلي إضافي، مثل لعب الورق أو القراءة، يبطّئ من سرعة عملية شيخوخة هذا الشخص العقلية بمعدّل وسطي قدره 13 عامًا، أي بمعدل 17 عامًا لدى الرجال و10 أعوام لدى النساء.
وقالت با: “نظرًا لأنّ علاجات مرض الزهايمر قليلة الفعالية أو معدومة، فإن الوقاية أمر بالغ الأهمية. فقليل من الوقاية يوازي قنطار علاج”. وتابعت: “الإدراك بأنّ في وسع الناس تحسين احتياطهم المعرفي عن طريق القيام بخطوات بسيطة مثل متابعة الفصول الدراسية في مركز المنطقة التي يسكنها، أو لعب البنغو مع أصدقائهم، أو قضاء المزيد من الوقت في المشي أو البستنة لأمر مثير للغاية”.
ورغم ذلك، لم تجد الدراسة أي أثر بارز على الذاكرة.
وسألت: “هل كان اختبار الذاكرة المستخدم حساسًا بدرجة كافية لاكتشاف التغيير؟ وهل مارس المشاركون بالدراسة الرياضة بما يكفي لتحريك الإبرة حقًا؟”.
خطر وراثي لمرض الزهايمر
الأشخاص الذين يحملون نسخة واحدة في الحد الأدنى من جين APOE4 لديهم نسبة خطر أكبر لتطوير لويحات “بيتا أميلويد” المميزة وتشابكات “تاو” الخاصة بمرض الزهايمر، مع تقدمهم بالعمر.
لم يستفد الاحتياط المعرفي لدى النساء المشاركات في الدراسة الجديدة اللواتي يحملن جين APOE4 من الأنشطة البدنية والعقلية الإضافية.
وقال رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، ومدير وحدة أبحاث الوراثة والشيخوخة في مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن، غير المشارك بالدراسة، إنه “يحتمل أن يزيد بروتين APOE4 من عبء الأميلويد لدى النساء أكثر من الرجال. أو ربما بمجرد تراكمه، يؤدي إلى سلسلة سريعة من الأمراض والانحلال العصبي لدى النساء مقارنة مع الرجال”.
ولفت إلى أنّ الدراسة “تشير أيضًا إلى أن النساء اللواتي يحملن المتغير الجيني APOE4 الخاص بالزهايمر يحتجن إلى بذل جهد أكبر لاتباع أسلوب حياة صحي أكثر للدماغ”.