حجّاج الكويت… ضيوف الرحمن

فيما شهدت الكويت، أمس، ما يشبه الجسر الجوي مع مدينة جدة السعودية، بانطلاق 12 طائرة تقل على متنها 3946 حاجاً، أعلن رئيس بعثة الحج الكويتية فريد عمادي اكتمال وصول الحجاج، ليصبح جميع حجاج الـ49 حملة ضيوف الرحمن في أرضه المقدسة، ملبين النداء الأزلي لزيارة البيت «لبّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبّيك»، حيث أعرب عمادي عن ثقته بقدرة الحملات الكويتية في تفويج الحجاج من دون مشاكل.

«الراي» واكبت مغادرة الدفعة الأخيرة من الحجاج أمس، عبر المطار وسط انسيابية وسهولة وإجراءات مبسطة للتخفيف على الحجاج، فيما عملت إدارة الطيران المدني على تذليل كل العقبات وتقديم كل الدعم اللوجستي لمغادرة الحجاج بكل اريحية.

وفي هذا الصدد، قال نائب مدير الإدارة لشؤون التخطيط والمشاريع والمتحدث الرسمي سعد العتيبي إن مطار الكويت شهد أمس، أكبر عملية مغادرة لأفواج الحجاج عبر 12 رحلة، حيث تم توزيع الحجاج على شركات طيران عدة، شملت 4 رحلات للخطوط الجوية الكويتية، و4 رحلات للخطوط الجوية السعودية و4 أخرى على متن طيران «ناس»، وجميع الرحلات انطلقت مباشرة إلى مطار جدة.

وأعرب العتيبي لـ«الراي» عن استعداد الإدارة العامة للطيران المدني لاستقبال الحجاج بعد أداء النسك، من خلال تشكيل فرق عمل ميدانية، لزيادة انسيابية الحركة داخل المطار، مشيراً إلى أنه تم الاستعداد لموسم الحج وفق أعلى المعايير، بما يضمن سلاسة حركة الركاب، عبر خطة متكاملة وذلك لتوافق موسم الحج مع موسم العطلات والصيف، حيث تم التنسيق مع وزارة الصحة والداخلية ومقدمي الخدمات الأرضية وشركات الطيران المشاركة في موسم الحج، بضرورة التسهيل على ضيوف الرحمن من خلال اعتماد آلية لتسليم بطاقة صعود الطائرة للحجاج قبل رحلاتهم أو خلال دخولهم الى المطار، حتى لا يدخلوا في الازدحام ويتسبب في تأخيرهم، حيث تم تخصيص كاونترات خاصة بهم بالتنسيق مع الجمارك والداخلية لتسريع عملية تسليم الحقائب في المغادرة وعند الوصول.

وفي الأراضي المقدسة، قام رئيس بعثة الحج الكويتية فريد عمادي بجولة ميدانية، أول من أمس، إلى عدد من مقار الحملات الكويتية في مكة المكرمة، مؤكداً اكتمال وصول جميع الحملات الكويتية، حيث وصل عبر مطار جدة 5220 حاجاً، وعبر مطار المدينة المنورة 777 حاجاً.

وأبدى ثقته بحملات الحج الكويتية بتفويج جميع الحجاج في المشاعر المقدسة بأمن وسلامة، ومن دون وجود أي مشاكل أو عوائق نتيجة للخبرة الكبيرة التي تتمتع بها ولثقة جميع المسؤولين في البعثة بأصحاب الحملات الذين حملوا هذه الأمانة وهذه المسؤولية العظيمة، حيث إن تحمل أعباء ضيوف الرحمن في هذه الأيام المباركة مسؤولية كبيرة لا تضاهيها أي مسؤولية.

وأشار إلى أن عدد الحجاج الذين سيقضون يوم التروية 8 ذو الحجة يبلغ 3328 حاجاً، بينما لن يتوجه 2669 حاجاً إلى التروية، وسيسلك 1875 حاجاً القطار، للتوجه إلى مشعر عرفة، فيما سيسلك 4122 حاجاً إلى المشعر نفسه عبر الحافلات، موضحا أنه سينتقل إن شاء الله 2554 حاجاً من عرفات إلى المزدلفة عبر القطار، بينما سيتوجه 3443 إلى المشعر ذاته عبر الحافلات.

واستدرك أنه «رغم ذلك فإن البعثة الكويتية تراقب كل ما تقوم به الحملات، وتقف إلى جانبهم وتدعمهم وتقدم إليهم كل ما يريدونه وتوافر لهم كل احتياجاتهم، لكن التقصير في خدمة حجاج بيت الله الحرام لن نقبله كمسؤولين في البعثة»، مؤكداً أن «هذه الجولات الميدانية لتأكيد العلاقة الوطيدة التي تربط بعثة الحج والحملات الكويتية التي بُنيت بأسوار من الثقة والمصداقية والتعاون بين الطرفين، وهذا ما جعل الحملات الكويتية تتبوأ الصدارة بين مثيلاتها من الدول العربية والإسلامية، بل إن هذه العلاقة المميزة والتجربة الفريدة بين الطرفين باتت مدرسة يستفيد منها العديد من الدول التي طلبت نقلها إليهم بحذافيرها».

وتابع إن الهدف من هذه الزيارات الميدانية ليست لأداء الدور الرقابي على الحملات فحسب بقدر ما هي تجديد الثقة بها ودعمنا لها ووقوفنا معها والتأكيد على أننا جميعاً في موقف واحد وفي مركب واحد من أجل مواصلة أداء هذه الأمانة العظيمة والاستمرار في حصد النجاح وعدم تسجيل أي ملاحظات على البعثة وحملات الحج الكويتية، وهذا ما نسعى إلى تكراره في هذا الموسم إن شاء الله.

حركة الحجاج… بالأرقام

• 5220 حاجاً وصلوا عبر مطار جدة و777 عبر مطار المدينة المنورة

• وصول 49 حملة كويتية للأراضي المقدسة في الأيام الماضية

• 3328 حاجاً يقضون يوم التروية بينما لن يتوجه 2669 حاجاً إلى التروية

• 1875 حاجاً يتوجهون بالقطار إلى مشعر عرفة.

• 4122 حاجاً يتوجهون لعرفة بالحافلات

• 2554 حاجاً ينتقلون من عرفات إلى المزدلفة بالقطار

• 3443 من عرفات إلى المزدلفة عبر الحافلات

الحملات الكويتية… ريادة مشهودة

جدّد رئيس بعثة الحج فريد عمادي الثقة بالحملات الكويتية، وقال خلال جولته على مقارها، «تأكد لنا قدرتها على المحافظة على الريادة التي بلغتها بين مثيلاتها في العالم الإسلامي، بل إننا على ثقة تامة بأن الحملات الكويتية لن تكتفي بالنجاح، وإنما تبحث عن التميز، وقد رأينا ذلك على أرض الواقع من خلال هذه الزيارات إلى مقار الحملات سواء في مكة المكرمة التي تم فيها الاطلاع على غرف الحجاج والبوفيهات وكل أماكن تواجدهم، أو مقار الحملات في المشاعر المقدسة (عرفات ومزدلفة ومِنى)، وقد تيقنا أن جميع الحملات الكويتية وفّرت كل ما يحتاج إليه الحجاج حتى لو كانت أموراً ثانوية».