أخبار العالم
الجزائر متفوقة عربيا في استثمارات الطاقات النظيفة
صنّف تقرير دولي صادر عن منظمة “جلوبال إينرجي مونيتور” الجزائر في المرتبة الثالثة عربيا من حيث الدول التي يرتقب أن تحتل صدارة إنتاج الطاقة الشمسية والرياح خلال المرحلة المقبلة، بإجمالي إنتاج يصل 10.12 جيغاواط، أي مضاعفة إنتاجها 20 مرة، وهو رقم يوازي الاستثمارات التي كانت مرتقبة قبل 10 سنوات مع شريك ألماني في خطة مشروع “ديزرتك”، الذي لم ير النور لحد اليوم.
وأكد التقرير، الذي يرتقب أن ينشر رسميا الثلاثاء المقبل، أن صادرات الجزائر من الطاقات المتجدّدة ستكون بالتوازي مع صادراتها من الغاز نحو القارة الأوروبية، كما ثمّن الاستثمارات المنجزة في هذا الإطار، والتحفيزات التي بادرت بها السلطات الجزائرية لفائدة المتعاملين الاقتصاديين.
وكشف تقرير منظمة “جلوبال انيرجي مونيتور” المعنية بالطاقة أن الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ 73 جيغاوات، وهو ما يمثل زيادة الإنتاج الحالي للمنطقة من الطاقة المتجددة بنحو خمسة أضعاف، وفي حال تشغيل تلك المشروعات طبقا للجدول الزمني المحدد لها، فإن إجمالي إنتاج المحطات الجديدة بالإضافة إلى المحطات العاملة بالفعل سيبلغ 91 بالمائة.
وتوقع التقرير أن تتصدر خمس دول قائمة الأكثر إنتاجا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المنطقة في المستقبل القريب، منها الجزائر في المرتبة الثالثة بطاقة 10 جيغاواط.
وحسب ذات التقرير فإن إجمالي السعة الإنتاجية الحالية للجزائر للطاقة الشمسية والرياح تصل 444 ميغاواط، في حين يرتقب أن تبلغ 10 آلاف و12 ميغاواط بحلول سنة 2030، وتعادل حاليا بالنسبة للرياح 10 ميغاواط ويرتقب أن تصل 132 ميغاواط، وبالنسبة للشمس تبلغ حاليا 434 ميغاواط وينتظر أن تصل 4982 ميغاواط.
وتهدف الجزائر وفق ذات التقرير من رفع إنتاجها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى تعظيم استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة، مع زيادة الطلب العالمي على مخزون الطاقة، حيث ستلعب هذه المشاريع دورا حيويا في مجال صناعة الطاقة، كما ترغب الجزائر في تصدير هذا الإنتاج لأوروبا كبديل مواز للغاز، ومما سمح بحياكة هذه الخطط وفق ذات المصدر، الظروف المناخية المواتية أي توفر الشمس والرياح بالمنطقة.
وتسعى الجزائر وفق ذات التقرير لمضاعفة إنتاجها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحلول عام 2030، بإضافة كل عام 1 جيغاواط من إنتاج الطاقة المتجددة، حيث تتمتع هذه الأخيرة بإمكانات هائلة من الرياح، وترمي من خلال هذا البرنامج للحد من استغلال الغاز محليا في الجزائر للحفاظ على هذا المورد، وتوقع التقرير أن يكون زبائن الجزائر من هذه الطاقة هي الدول الأوروبية والإفريقية.
ووفق ذات المصدر، فإن أهم الامتيازات التي تطرحها سوق الطاقات المتجددة في الجزائر هي خصخصة القطاع، والسماح لشركات الطاقة المستقلة بتنفيذ هذه المشاريع، إضافة إلى إزالة القاعدة المنظمة للاستثمار الأجنبي 51 / 49، وبالمقابل، تسعى الحكومة الجزائرية لدعم الاقتصاد المحلي، من خلال إلزام المستثمر الأجنبي بشراء مستلزمات المشروع من المستثمرين المحليين، وهو ما تم تطبيقه بكل من باتنة وورقلة والتي يبلغ إنتاجها مشتركة 310 ميغاواط.
وتحتل الصدارة في ذات التقرير عمان من حيث إنتاج الطاقات المتجددة بسعة 15.3 جيغاواط، مع العلم أن المحطات المزمع إنشاؤها بالدول العربية والتي تتضمن 114 محطة للطاقة الشمسية و45 آخرى لطاقة الرياح تعد محطات عملاقة.