أخبار العالم
بريطانيا تختبر أول طائرة مسيّرة موجهة بالليزر
كشفت شركة بريطانية كبرى متخصصة في الصناعات التكنولوجية الدفاعية عن نجاح تجربتها الأولى لطائرة بدون طيار (مسيّرة) يتم توجيهها عبر منظومة اتصالات بأشعة الليزر، بما يمكنها من تلافي مضادات المسيرات التقليدية الراهنة التي يتُحكم فيها بموجات الراديو التي يسهل رصدها وإعاقتها وتحييدها والتشويش عليها.
وقالت شركة “كنيتيك”، المتخصصة في صناعة تكنولوجيا الدفاع -في بيان إن تجربتها تضمنت تسيير مركبة جوية بدون طيار UAS، يتم التحكم فيها عبر أجهزة تشغيل أرضية تستخدم تقنيات “الاتصالات البصرية في الفضاء الحر” FSOC، كوسيلة اتصال “ثنائية التوجيه” لتحقيق مهام نظم الاتصالات ببث أوامر التحكم من جانب، واستقبال الموجات والمعلومات الواردة للمنصة من جانب آخر.
تركز تقنيات “الاتصالات البصرية في الفضاء الحر” FSOC، على استخدام حزم انتشار الضوء لنقل المعلومات لاسلكياً للاتصالات أو لأجهزة الكمبيوتر، و”الفضاء الحر” هنا يقصد به الهواء أو الفضاء الخارجي، بعيداً عن نقل المعلومات عبر الأجسام الصلبة على غرار ما يحدث راهناً باستخدام الكابلات والألياف الأرضية والبحرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم شركة “كنيتيك” البريطانية والمتعددة الجنسيات، التي تتخذ من مدينة هامبشاير مقراً لها، في تصريحات خاصة لمجلة “جينز” العسكرية، إن تجربة الشركة نفذت في شهر مارس الماضي، وتضمنت تسيير مركبة جوية “مالتي روتور” بدون طيار، وهي من نوعية المسيرات ذات المراوح المتعددة والمحركات المتعددة التي تمكنها من الإقلاع والدوران والطيران بقدرات أعلى.
والمعروف أن التحكم في النظم المسيرة بدون طيار (المسيرات) يتم عبر انبعاثات ترددات الراديو RF، وهو ما يجعلها عرضة للرصد والتعقب والتشويش، كما أن الأجهزة المضادة للمركبات الجوية المسيّرة، صُممت في الأساس مستفيدة من تلك الخصائص من خلال اعتراض موجات تحديد المواقع العالمية (جي بي إس) GPS للمركبة المسيرة، إضافة إلى اعتراض ذبذبات الراديو المتصلة بها لتحييد المركبة أو القضاء عليها.
وتؤكد الشركة أن تجربتها الناجحة بإدماج تقنيات “الاتصالات البصرية في الفضاء الحر” FSOC، كوسيلة لتشغيل المسيرة الجديدة والتحكم فيها، كان الهدف منها إبراز القدرة على العمل والطيران في بيئة منافسة تتسم بشيوع استخدام انبعاثات ترددات الراديو RF.
وبينت أن التجربة تعد جزءاً من جهود “مشروع قيادة أركان القوات الملكية الجوية للسيطرة والاستخبارات والاستطلاع والتشغيل”، بالتعاون مع “معمل علوم وتكنولوجيا الدفاع” البريطاني Dstl، والذي يسعى إلى تحسين قدرات منظومات الاتصالات المرتبطة بالمنصات الجوية. وقد أشار المتحدث باسم الشركة إلى أن المشروع بدأ في عام 2019.
من المقرر الانتقال إلى الخطوة التالية من المشروع، التي تتضمن إجراء المزيد من البحث حول تلك القدرات المستحدثة وأدوارها داخل نطاق أكثر اتساعاً يشمل الطائرات ذات الطواقم البشرية والمنصات المسيّرة بدون طيار، وغيرها من الميادين المرتبطة بها، على حد تعبير متحدث شركة “كنيتيك”.
تحتل شركة “كنيتيك المرتبة 52 في قائمة كبرى الشركات التكنولوجية الدفاعية عالمياً، وتعد سادس أكبر شركة دفاعية مقرها إنجلترا، وقد تأسست في مطلع الألفية الجديدة، وبالتحديد في عام 2001، وحققت في العام الماضي أرباحاً بلغت 278ر1 مليار جنيه إسترليني (الإسترليني يعادل 21ر1 دولار أميركي).