صحة
“الاكتئاب المبتسم”.. هكذا عرّفته “سعود الطبية” وحذّرت من تداعياته
عرّفت مدينة الملك سعود الطبية -ممثلة في قسم الصحة النفسية- “الاكتئاب المبتسم”، بأنه نوع يبدو فيه الشخص مبتسمًا من الخارج؛ ولكنه يشعر بالحزن من الداخل، ولا يشعر مَن حوله أنه يعاني من الاكتئاب، كما يمثل هذا النوع مشكلة حقيقية لدى الكثير من الناس؛ بسبب إخفائهم مشاعرهم وراء إقناع البعض أنهم سعداء وإخفاء الأعراض.
وأوضحت الأخصائي نفسي أول إكلينيكي “ندى العيسى”، أن من أعراض الاكتئاب المبتسم، الحزن الشديد والعميق والمستمر، والشعور بالخمول والتعب، والتغيرات في الشهية، وتغيرات في الوزن، وتغيرات في النوم، وسيطرة مشاعر اليأس، والشعور بالتدني وعدم احترام الذات، بالإضافة إلى فقدان المتعة والاهتمام بأي أنشطة حتى إذا كان الشخص يستمتع بها قبل ذلك.
وأشارت “العيسى” إلى أنه من أهم الأسباب التي تقف خلف “الاكتئاب المبتسم”: الأزمات العاطفية الناتجة عن الفقد، والفشل في العلاقات الشخصية أو الجانب الدراسي والمهني، وفقدان السند الاجتماعي، والثقة في الغير، والأزمات المالية التي تؤدي إلى الشعور بالخوف، وانعدام الأمن النفسي وتحمل المسؤوليات، بالإضافة إلى رفع سقف التوقعات التي تقابلها الخيبة والشعور بالفراغ، والامتلاء بمشاكل الآخرين وأزماتهم، وكبت الانفعالات السلبية دون محاولة التنفيس فتتشكل في إنهاك وضغط مزمن، والخجل من الشكوى للآخرين خشية الإثقال عليهم، والإصابة بمرض خطير أو مزمن، وأخيرًا الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، ومقارنة النفس بالآخرين ومراقبتهم.
وأضافت: يعالَج “الاكتئاب المبتسم” حسب شدته بالطريقة نفسها التي تعالج بها الاضطرابات الاكتئابية الأخرى؛ وذلك بالقضاء على مسبباته، ومن خلال العلاج الطبي الذي يكون في شكل مجموعة من الأدوية كمضادات للاكتئاب، والعلاج النفسي خاصة العلاج المعرفي السلوكي.. ويُظهر الكثير من المرضى تحسنًا من خلال وجود السند الاجتماعي المدرك وخاصة الزوج الذي يسهم بصورة فعالة في تحسين مزاج المريض ومساعدته على حل مشكلاته النفسية، كما يؤدي تغيير نمط العيش دورًا في تحسين نفسيته باختبار أساليب جديدة تعمل على تخفيف حدة التوتر.